زراعة الزهور تعتبر فناً وعلماً في آن واحد، ولتحقيق نتائج مثمرة وزهور ذات ألوان جميلة ونمو صحي، فإن استخدام الأسمدة المناسبة للزهور يعتبر أمراً حيوياً. في هذا المقال، سنستكشف كيفية اختيار الأسمدة المناسبة للزهور، ونسلط الضوء على أنواع الأسمدة المختلفة المتوفرة وكيفية استخدامها بشكل فعال.
لماذا تحتاج الزهور إلى الأسمدة؟
تعتبر الأسمدة مصدراً هاماً للمغذيات التي تحتاجها الزهور للنمو السليم والمتوازن. فهي تزود النباتات بالعناصر الغذائية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى المغذيات الثانوية والمعادن الأخرى التي تعزز نمو الجذور وتحسن التزهير وتعزز صحة النبات بشكل عام.
أنواع الأسمدة؟
1. الأسمدة الكاملة “NPK”
الأسمدة الكاملة ضرورية لتوفير النباتات بالعناصر الرئيسية الثلاثة التي تحتاجها للنمو، ويشار إليها باسم “NPK” حيث تمثل الأرقام نسبة كل عنصر مقارنة بالعناصر الصغرى والمكونات الحشوية الأخرى. على سبيل المثال، يحتوي سماد بنسبة 10-10-10 على 10% من كل من العناصر N-P-K. ويحتوي سماد بنسبة 10-30-20 على ثلاث مرات كمية الفوسفور مقارنة بالنيتروجين. أما باقي النسب فهي مكونات حشوية، أي أنها مواد خاملة تضيف وزنًا وحجمًا، مثل الحجر الجيري، ونشارة الخشب، والطين (في التركيبات المسحوقة)، أو الماء (في الأسمدة السائلة).
- النيتروجين (N): يعزز نمو الأوراق
- الفوسفور (P): يعزز الإزهار وتكوين الثمار
- البوتاسيوم (K): يطوّر الجذور الصحية
وبناءاً عليه يتم زيادة نسبة أحد العناصز N-P-K حسب حاجة النبات. مثلاً لتحفيز الازدهار، اختر الأسمدة ذات النسبة العالية من الفوسفور مقارنة بالنيتروجين والبوتاسيوم. ولتحفيز نمو المجموع الخضري والأوراق اختر الأسمدة ذات النسبة العالية من النيتروجين.
2. الأسمدة الكيميائية
تقوم شركات الأسمدة بإنتاج الأسمدة الاصطناعية عن طريق مزج المواد الكيميائية غير العضوية لتشكيل مركبات مثل نترات الأمونيوم أو كبريتات المغنيسيوم. تتمثل بعض مزايا الأسمدة الكيميائية في كونها قليلة التكلفة ومتاحة بسهولة، وتستفيد النباتات السريعة النمو مثل الزهور السنوية (الحولية) من العناصر الغذائية بسرعة (ما لم يتم تصميم تركيبة السماد لتكون سمادًا ذو تحرر زمني). ومن عيوبها، خطر الاستخدام الزائد، الذي يسبب احتراق اجزاء النبات وخاصة الأوراق، وعدم وجود أي خصائص لتحسين تربة، وإنما ينتهي مفعولها بإنتهاء كميتها وامتصاص النبات لها.
تأتي الأسمدة الكيميائية في مجموعة من التركيبات، بما في ذلك الحبيبات، والمركزات السائلة، والمساحيق. تأتي بعض المنتجات في أكياس مقاسة مسبقًا مصممة لتُضاف إلى قنينة الري، مما يجعلها سهلة الإستخدام على الحاويات (الأحواض) أو النباتات المنزلية.
3. أسمدة الرش الورقية
تعتبر الأسمدة الورقية مواد غذائية سائلة يمتصها النباتات من خلال أوراقها. من عيوبها أن الأزهار لا تستفيد بشكل مباشر وبكفاءة بهذه الطريقة، حيث تعمل الطبقة الشمعية والشعيرات الدقيقة الموجودة على بعض الأوراق كحاجز لامتصاص العناصر الغذائية. كما أنه لا يمكن للنباتات المزهرة الحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها من خلال أوراقها، لكن يمكنك علاج بعض نقص العناصر الغذائية بسرعة باستخدام أسمدة الرش.
البوتاسيوم (K) هو واحد من العناصر الغذائية التي يمتصها النبات بسهولة في من خلال الرش، لذا يمكن استخدام أسمدة الرش لعلاج نقص البوتاسيوم بشكل سريع ومباشر. إذا كانت النباتات تظهر علامات اصفرار الأوراق، فقد يكون السبب هو نقص في الحديد وهو ما يمكن علاجه بشكل سريع عن طرق رش الأسمدة الورقية.
4. الأسمدة العضوية
تأتي الأسمدة العضوية من مواد عضوية، مثل السماد الحيواني، ومستخلص السمك، والتربة المتحللة compost soil، ومن مواد غير عضوية، مثل فوسفات الصخور. توفر أسمدة الأعضاء العضوية للزهور العناصر الغذائية الأساسية، بالإضافة لقدرتها على تحسين أيضًا قوام التربة وخصائصها. هناك العديد من المزايا لاستخدام الأسمدة العضوية:
- لا تسبب حرق النبات.
- تقوي مناعة النباتات.
- غير سامة للحشرات النافعة.
- تظل نشطة في التربة لفترات طويلة.
من عيوب الأسمدة العضوية أنها عالية التكلفة، وأنها تجذب بعض الحيوانات الأليفة. بالإضافة إلى أنها ليست حلاً سريعًا لنقص العناصر الغذائية.
5. الأسمدة البسيطة
يمكن شراء سماد بسيط (الذي يحتوي فقط على النيتروجين أو الفوسفور أو البوتاسيوم) كعنصر فردي إذا كشفت اختبارات التربة عن نقص في إحدى العناصر الغذائية الرئيسية. يمكن أن تكون الأسمدة البسيطة كيميائية أو عضوية في التركيب.
مثال على سماد النيتروجين البسيط هو السماد الذي يحتوي بمكوناته فقط اليوريا أو كبريتات الأمونيوم. أما سماد البوتاسيوم البسيط هو الذي يحتوي بمكوناته على كلوريد البوتاسيوم.
6. الأسمدة بطيئة التحلل
في الواقع تعتبر جميع الأسمدة العضوية بطيئة التحلل، لأنه يستغرق الوقت لتحلل المواد العضوية بمساعدة الكائنات الدقيقة في التربة. ومن الأمثلة على الأسمدة العضوية بطيئة التحلل الأسمدة المعدنية الغير قابلة للذوبان، مثل البوتاس الصخري وغيره من مساحيق الصخور.
7. سماد الزهور المصنوع في المنزل
غالبًا ما تُشترى الأسمدة العضوية من المتاجر، ولكن من الممكن صنعها في المنزل. ومن المعروف أن بعض الأسمدة التجارية تحتوي على الكثير من النيتروجين الاصطناعي – الذي قد يكون ضار بالنباتات – ولذلك يختار العديد من الأشخاص صنع السماد بنفسهم. يُعتبر السماد المنزلي عمومًا هو السماد المُحضر من السماد العضوي، والذي يتكون من بقايا النبات، والفضلات العضوية الأخرى، مثل فضلات الحيونات.
لتحضير السماد المنزلي، يجب التأكد أن المزيج غني بالعناصر الغذائية التي يحتاجها النبات للنمو، وهي النيتروجين (N) والفوسفور (P) والبوتاسيوم (K). يجب كذلك التأكد من تفتيت ومزج جميع المكونات معًا. للقيام بذلك، توضع المكونات في صندوق أو على فراش بلاستيكي ، ويتم إضافة القليل من الماء تدريجياً في كل مرة تمزج فيها السماد. مع مرور الوقت، ستتحلل هذه العناصر تدريجيًا.
في الختام، يجب أن نلاحظ أن اختيار الأسمدة المناسبة للزهور يعتمد على عدة عوامل مثل نوع النبات، وظروف النمو، وتركيبة التربة. من المهم أيضًا النظر في الاحتياجات الغذائية الخاصة بالنباتات والمشاكل التي قد تواجهها لتحديد الأسمدة المناسبة. بمراعاة هذه العوامل واختيار الأسمدة المناسبة، يمكن للمزارعين وهواة الحدائق تعزيز نمو الزهور وتحسين جمالية الحدائق بشكل فعال.