ثمة ما يدعونا للبقاء و ثمة ما يجذبنا للهلاك
جنة الأرض تدهورت وتدمرت. كنت مترددة أن أكتب عن التغير المناخي لأني اعتقد انني لا اوفيه حقة وانه جزء من قضية عالمية ليس باستطاعتي ان اشمل موضوعِها بمقال قصير كهذا. لقد تم تدميرُ المناخ من خلال بزوغ الحضارة، حرق الفحم والخشب والبترول, مما أدى إلى زيادة معدلات أكاسيد الكربون في الغلاف الجوي. لقد تقلصت المساحات الخضراء وبدأ المناخ بتغير لحال مناخنا الآن. في السنوات الأخيرة كنا شاهدين على الكوارث والأوبئة والدمار الحاصل في كل مكان في العالم. تغيير المناخ أضحى واقعاً ملموسًا، وإن السنوات الأخيرة كانت الأكثر حرارة على الاطلاق وكلما تقدمت السنوات زادت الحرارة على كوكبنا. هذه الأعمال التي قادت الجنس البشري للخروج من جنة الدنيا.
تغير المناخ
اذا اخذت بعين الاعتبار مدى اتساع العالم فستجد أن الأرض ما هي إلا نقطة ببحر وإن تلاشت هذه النقطة سنتلاشى نحن كذلك. أود ان أفعل كل شيء لأتعلم المزيد عن تلك القضية، لأرى بنفسي ماذا يجري وماذا يمكن فعله، ولكن يبدو الأمر جلياً وأن الأمر خارج عن نطاق سيطرتنا.
إن محاولة الحديث مع أي شخص عن التغير المناخي لا تجدي نفعاً، ولا أحد يهتم لذلك وإن الموضوع هذا لا يعنيهم. يفضلون الحديث عن هواياتهم واشغالهم ولا يعرفون أن الدمار اذا حَل سيشملنا جميعاً واننا لا نستطيع ممارسة أي هوايات او أعمال أنداك. خُذوا على سبيل المثال الوباء الأخير، كنا محتجزون في منازلنا كما لو اننا محاصرون لا نستطيع ممارسة حياتنا المعتادة و لا فعل أي شيء. وتبين آنفا أن هذا الوباء هو فعل بشري سواء كان سببه قتل الحيوانات وأكلها أو انه قد تسرب الفيروس من احدى المعامل.
الطبيعة الأم
الكثير منا لم يترعرع بجانب هدوء ونقاء الطبيعة، بل ترعرعنا في صخب المدينة، ولم يكن في منازلنا او حولنا الكثير من الحيوانات الأليفة، لم نمارس هواياتنا في حبنا للحيوانات، ولم نتعرف حتى على فصائلها.
دائماً ما نقرأ أن ثمة بعض الحيوانات مهددة بالانقراض وأن أعدادها بدأت تقل شيئاً فشيئًا. هذا الأمر مخيف جداً ويعتبر اختلال في التوازن البيئي الذي خلقنا الله عليه. عليكم أن تنظروا الى لائحة الحيوانات الكثيرة ذات الأعداد الهائلة التي انقرضت في زمننا هذا. الأمر الذي يجب أن يحرك ضميرنا النائم وأن يبعث بعقولنا لنرى أن لكل مخلوقٍ فائدة على هذا الكوكب ولم يُخلق شيء عبثاً وحاشى لله أن يخلُقَ أي شيء عديم نفع. يعترينا الغضب في ان كل تلك الفصائل قد أهلكت ونحن مهلكين هذا النظام البيئي .
الاختلاف الآن اننا على دراية بنتائج أفعالنا ولكن على نطاقٍ أوسع. إن أكبر اقتصادنا مبنيٌ على الوقود الأُحفوري والفحم والبترول والغاز الطبيعي. إن الوقود الأُحفوري هو الأكثر انتشارًا و تأثيراً، والفحم والغاز الطبيعي يولدان الكهرباء وبناءً على اعتمادنا على الوقود الأُحفوري. بدأنا نبحث عن موارد جديدة للطاقة، تُنسف الجبال للحصول على الفحم ويتم التنقيب للحصول على الغاز الطبيعي، البترول، والرمل القطراني. وهي اكثر الأمور تلويثاً بمجال البحث عن الوقود الاحفوري.
إننا نقضي على الغابات بأسرها وينابيع المياه والأنهار تسممت وتلوثت مياهها، ولهذا تأثير كبير على الحياة البحرية بأكملها. لا يوجد ما يسمى بالوقود الاحفوري النظيف. كلما تعلمت عن هذه القضية كلما أدركتَ مقدار ما لا تعرفه عن تلك المشكلة.
الكوارث الكبرى
كنا صغاراً حين تم تعريف الاحتباس الحراري لنا. حيث ان معلمينا عرفوه لنا على انه المحيط بكوكبنا كما الحلقة المغلقة التي تكتم نفس العالم الأخضر محاصرةً إياه. حيث تبقى الحرارة على الكوكب وجزءٌ بسيط منها يطرد الى الفضاء. لم تكن لدينا أدنى فكرة عما كإنو معلمينا يعلموه لنا. الا ان مفهوم الاحتباس الحراري أصبح واضحاً الآن وبإمكاننا تعريفه بكل سلاسة ولكن ما الفائدة من تعريفه بالنصوص؟
إن كل وسائل نقلنا من سفن وطائرات وعربات ما هي الا طُرق لاستنزاف الوقود وكل ما نفعله ما هو الا لإطلاق أكاسيد الكربون وهذا يؤدي الى التغيير المناخي. الجليد القطبي سيذوب وسيرتفع مستوى البحار ومن بعدها ستتوالى الكوارث من الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات. هذا يبدو كابوساً من فيلم خيالي علمي، لكن هذا الفيلم اصبح واقعاً نعيشه.
إن كل ما قاله معلمينا يحدث الآن، نود أن نعلم لأي مدى ابتعدنا، وما مدى الضرر الذي الحقناه. علينا النظر للقطب الشمالي الذي يبدو كمكيف يقوم تبريد للأرض، وإن ذهب هذا الجليد ستكون هناك تغيرات محورية مما سيغير النمط المناخي وسيحدث جفاف وفيضانات أكثر كارثة وستكون أكبر وأضخم تحول في البيئة على الاطلاق .
لقد قضينا على تلك السمات البيئية التي كانت مأهولة بالثروة السمكية وزعزعها استقرار نظام حيوي بأسره. المحيطات والمساحات المائية تعتبر تنقية للجو فهي تأخذ ثلث كمية أكاسيد الكربون من الهواء، وبسبب هذا فان المناخ يرد الصاع بقوة، والمشكلة ان المحيط لا يسعه فعل مهمته بسرعه كافية بوجود هذا المعدل من أكاسيد الكربون.
انبعاثات غازات الدفيئة
يخبرنا علماء المناخ بالعالم أن أعلى معدل آمن لانبعاثات الغازات هو ما يقارب ٣٤٠ جزء في المليون من CO2 وغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وقد وصلنا الآن لمعدل ٤٠٠ جزء في المليون. كما انهم يخبرونا أن هذا هو أأمن حد قد نأمل أن نصل إليه دون أن نواجه آثار محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق بالجفاف والمجاعات والصراعات البشرية والإبادة الشاملة لبعض الفصائل. كما أن درجة الحرارة سترتفع بمقدار ٢٪ ونحن نصل إلى هذا بسرعة. مع هذا الكم المتراكم من ال CO2 الموجود بالفعل في الجو فإننا سنتجاوز هذ الحد بسهولة. لذلك سنشهد في عهدنا أول مواجهه لتأني أكبر إبادة للفصائل على وجه الأرض، والتي لم يشهد مثلها منذ عصر اختفاء الديناصورات.
عندما تختفي مدناً بأكملها غرقاً بسبب ارتفاع سطح البحر. عندما تكتشف دول أخرى أن الجفاف قد ازداد بحيث انها لا تجد ما تطعم به شعوبها. ونتيجة لذلك سيحتاجون بيأس الى الهجرة الى دول أخرى، سوف تكون لدينا حروب مناخية مستقبلا.
ما لا تعرفه عن الثروة الحيوانية !
التغير المناخي سيؤثر على جميع أشكال الحياة على الكوكب، بدءاً من العواصف الضخمة الى الحرائق المستعمرة والجفاف القاسي وذوبان القطبين والتسمم الحمضي للمحيطات وغرق دول بأكملها. مع تحذيرات العلماء أننا إن لم نتخذ تدابير حاسمه لتصحيح أثر هذا على كوكب الأرض، قد يكون زمننا على هذا الكوكب محدوداً ل ٥٠ عام إضافية.
دائما ما نسعى لتقليل اسرافنا للمياه وتقليل تلوث البيئة بالدخان الناتج عن احتراق الفحم او الخشب او الوقود. الكثير منا يقوم بإعادة تدوير النفايات، نزرع حدائقنا، ونحمل بذور الفاكهة في حقائبنا من ثم نرميها في كل مكان. انا اعرف اننا لسنا نادمون على ذلك وسنستمر بفعل هذا للابد. هذا الامر الذي سيؤدي إلى تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وأعتقد أننا نفعل كل ما يمكننا لإنقاذ الكوكب. ولكن عليك أن تقرأ المزيد وتبحث عن المزيد بخصوص الموضوع الأكبر وهو غازات الدفيئة. ستقودك المعلومات إلى أن الثروة الحيوانية تنتج غازات الدفيئة أكثر من المنبعثة من قطاع الصناعة بأكملها. هذا يعني أن صناعة اللحوم والألبان والمنتجات الحيوانية تنتج غازات دفيئة أكثر من عوادم السيارات والشاحنات والقطارات والقوارب والطائرات مجتمعه.
انبعاث الغازات من وسائل النقل | انبعاث الغازات من الماشية |
13 % | 18 % |
١٣٪ مقارنة ب ١٨٪ للماشية هذا لان الأبقار تنتج كمية كبيرة من غاز الميثان خلال العملية الهضمية. غاز الميثان من الثروة الحيوانية أكثر تدميراً ب ٨٦ مرة من ثنائي أكسيد الكربون CO2.
إن التغيير المناخي يتعلق بأكثر من مجرد وجود وقود احفوري. الكثير من المنظمات والهيئات أفادت أن الثروة الحيوانية لا تلعب دورًا رئيساً في الاحتباس الحراري فقط بل أيضاً هي السبب الأول في استهلاك الموارد والتدهور البيئي الذي يدمر الكوكب اليوم.
ومن هنا نستنتج ان المساهم الأكبر الوحيد لكل ضرر بيئي معروف وزيادة خطر التغير المناخي لدى البشر هو:
- إزالة الغابات.
- استغلال الأراضي للثروة الحيوانية والزحف العمراني.
- ندرة المياه.
- زعزعة استقرار المجتمعات والجوع في العالم.
نبحث عن حل ولم نيأس بعد (اما البقاء او الهلاك )
كنا نقول ان للتقليل من co2 علينا زراعة الاشجار بكميات اكبر كي تمتصه ، ولكن علينا سؤال أنفسنا ما هي استخدامات غاز الميثان و كيف يمكن الاستفادة منه ؟
كانت الحيوانات البرية تشكل 99% من الكتلة الحيوية منذ 10 الف عام والبشر يشكلون 1% من الكتلة الحيوية. اليوم بعد 10 الف عام الذي هو مجرد كسر للوقت، نحن البشر مع الحيوانات نشكل 98% من الكتلة الحيوية بينما تمثل الحيوانات البرية 2% فقط. لقد سرقنا الأرض من الحيوانات البرية بشكل أساسي لنستخدمها لأنفسنا ولأبقارنا ودواجننا ومصانعنا.
الحياة اليوم ليست عن الاستدامة بل انها عن قابلية الازدهار. لقد اعطتنا الأرض الكثير ولزمن طويل وحان دورنا أن نرد الجميل. كما جعلنا الله مستخلفين في هذه الأرض علينا أن نكون بقدر تلك الخلافة وأن نفني أجسادنا وأعمارنا في كل شيء له نفع وخير على هذا الكوكب.
في النهاية مقالنا عن التغير المناخي إليك اقتباس من الكاتب مارتن لوثر عليكم التمعن في معناه الخفي وليس الظاهر.
“ in the end, we will remember not the words of our enemies but the silence of our friends “.
(mortin luther).
اقرأ المزيد عن؛ هل الهرمونات النباتية ضارة بالإنسان؟