هل الهرمونات النباتية ضارة بالإنسان؟

الهرمونات النباتية

الهرمونات النباتية عبارة عن مركبات كيميائية موجودة بتركيز منخفض جدًا في النباتات. وهي مشتقات من الإندول (أوكسينات)، تربين (جيبريلينز)، أدينين (سيتوكينين)، كاروتينات (حمض أبسيسيك) وغازات (إيثيلين).

تحتاج النباتات إلى ضوء الشمس والماء والأكسجين والمعادن من أجل نموها وتطورها كعوامل خارجية. بصرف النظر عن هذه، هناك بعض العوامل الداخلية التي تنظم نمو وتطور النباتات، وهي تسمى الهرمونات النباتية.

الهرمونات النباتية

يتم إنتاج هذه الهرمونات في جميع أجزاء النبات تقريبًا وتنتقل إلى أجزاء مختلفة من النبات. قد يتصرفون بشكل تآزري أو فردي. يمكن أن تكون أدوار الهرمونات المختلفة مكملة أو معادية.

أهمية الهرمونات النباتية

تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في عمليات عمليات الأيض (البناء والهدم)، والإنحناء الضوئي، وإنبات البذور، والسكون وما إلى ذلك جنبًا إلى جنب مع العوامل الخارجية. تتحكم الهرمونات النباتية في جميع أنشطة النمو والتطور مثل انقسام الخلايا، والتضخم، والإزهار، وتكوين البذور، والسكون.

تصنيف الهرمونات

بناءً على عملها، يتم تصنيف الهرمونات النباتية إلى فئتين:

  1. محفزات نمو النبات؛ الأوكسين، جيبريلين، سايتوكينين، إيثيلين.
  2. مثبطات نمو النبات؛ حمض أبسيسيك، إيثيلين.

هل استخدام الهرمونات النباتية الصناعية ضارة بصحة الانسان؟

ما نعلمه عن الهرمونات النباتية أنها موجودة بشكل طبيعي بالنبات ويتم افرازها بشكل منظم استجابة للظروف المحيطة. فعند بدأ موسم النمو تبدأ الأزهار بالتفتح و تبدأ القمم النامية بالنمو من جديد بعد وقت طويل من السكون في فصل الشتاء، وتبدأ أيضاً العصارة النباتية بالتحرك في خلايا وأنسجة النبات. كل هذه العمليات وأكثر يتم تحفيزها من خلال الهرمونات النباتية التي يفرزها النبات بصورة طبيعية.

عند تدخل الإنسان في الطبيعة بإضافة الهرمونات النباتية المصنعة بصورة خاطئة، أي دون اتباع الأسس الصحيحة لإضافة الهرمونات مثل النسب المسموح اضافتها، الوقت، والجزء المضاف إليه. هذا الاستخدام الخاطئ قد يسبب الضرر للإنسان وللكائنات الأخرى.

يتم إضافة مواد كيماوية تضاهي تأثير الهرمونات النبات الطبيعية لتسريع نمو و تطور الثمار لطرحها في الأسواق مبكرا قبل أوانها مع تجاهل حقيقة أنها لا تتمتع بالخصائص المميزة لكل نوع من حيث الحجم واللون والطعم الطبيعي نتيجة إضافة الهرمونات.

ـ

ولكن على الناحية الأخرى، صرح الكثير من الباحثين والخبراء الزراعيين أن إضافة الهرمونات النباتية لا يوجد لها تأثير على صحة الإنسان.

توضع الهرمونات النباتية أو منظمات النمو على زهرة النبات بكميات ذات تركيز قليل جداً تصل إلى 20 جزء من المليون. إذ يعلق بزهرة الثمرة نحو جزئين أو ثلاث فقط من المليون. وعندما نصل لمرحلة النضج بعد مرحلة الرش لن نجد أي أثر لهذا المنظم النباتي.

الهرمونات النباتية

كمثال آخر بعض الفواكه مثل الموز، المنجا، والأفوكادو تحصد خضراء عند نضجها وليس عند استوائها. في هذه الحالة لا يمكن تناولها من قبل المستهلكين بل يجب تعريضها لغاز الإيثيلين بعد قطفها. الإيثلين هو هرمون نباتي اسمه هرمون النضج، وينتجه النبات بشكل طبيعي في ثماره حتى يستوي النبات ويصبح جاهز للاستهلاك. وهذا ما نلاحظه بشكل طبيعي عند قطف الموز وهو أخضر ثم نتركه لأسابيع حتى يتحول للون الأصفر الذي يحدث بفعل انتاج الثمار للإيثيلين بشكل طبيعي. إضافة الإيثيلين بشكل خارجي من الإنسان لتسريع تحول الموز للون الأصفر في غضون يومين بدلاً من الانتظار لفترة أسابيع لا يشكل أي ضرر.

قال باحث بالأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية (CAAS)، إن الهرمونات النباتية لا تشكل خطراً على صحة الإنسان إذا استخدمت بشكل الصحيح. حيث قال إن “الاستخدام غير المنتظم لمحفزات نمو النبات قد يتسبب في نمو النباتات بسرعة مفرطة أو التأثير على المذاق بشكل سلبي، لكنه لن يضر بصحة الإنسان”.وأضاف “إن الهرمونات النباتية المصنعة المستخدمة لتعزيز النمو لها نفس التأثيرات أو تأثيرات مشابهة لهرمونات النباتات الطبيعية، والفواكه والخضروات المباعة في السوق تحمل بقايا محدودة من الهرمونات.

في الختام، لا نستطيع كخبراء زراعيين نفي أهمية إضافة الهرمونات لنباتات للأسباب التي ذكرناها سابقاً في المقال. ولكن نشجع وناكد على أهمية استخدامها بالطرق الصحيحة والمشروعة والتي لا تؤثر سلباً على صحة الإنسان. بالإضافة لعدم السعي في المسارعة الى طرح المنتج في الأسواق على حساب أمان المستهلك وصحته.

كتابة م. جمان شنيكات، م. ميس خولي.