الإكثارخضراواتمقالاتنانصائح زراعية
أخر الأخبار

إعادة زراعة الخضروات من بقاياها: هل هي فعالة؟

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي العديد من المقاطع التي تشرح كيفية إعادة زراعة بعض الخضروات من أجزائها وقصاصاتها، مثل زراعة الجزر من قمة الجذر، وزراعة الخس من قاعدة الأوراق. ولكن ما مدى صحة وفعالية هذه الطريقة؟

تقسيم الخضروات حسب دورة حياتها

يمكن تقسيم الخضروات بناءً على دورة حياتها إلى نوعين رئيسيين:

1. الخضروات الحولية

هذه الخضروات تعيش لموسم واحد يتراوح بين عدة أشهر إلى سنة. خلال هذا الموسم، تكمل النبتة دورة حياتها كاملة، بدءًا من البذرة مرورًا بنمو الجذور والساق والأوراق، وصولاً إلى الأزهار والثمار التي تحتوي على البذور. من أمثلة الخضروات الحولية الطماطم والفلفل.

2. الخضروات ذات الحولين

تحتاج هذه الخضروات إلى موسمين لتكمل دورة حياتها. في الموسم الأول، تنمو الجذور والساق والأوراق، بينما تنمو الأزهار والثمار والبذور في الموسم الثاني. تشمل هذه الفئة الخضروات الورقية مثل الخس، الملفوف، والكرفس، بالإضافة إلى الخضروات الجذرية مثل الجزر، الفجل، واللفت، والخضروات الساقية مثل الثوم والبصل.

إعادة زراعة الأجزاء المأكولة

عند حصاد الخضروات ذات الحولين، يتم حصاد الأجزاء المأكولة فقط في الموسم الأول. بالنسبة للخضروات الورقية، يتم حصاد الأوراق (مثل الخس والملفوف والكرفس). وبالنسبة للخضروات الجذرية، يتم حصاد الجذور (مثل الجزر والفجل واللفت). وفي حالة الخضروات الساقية، يتم حصاد الساق القاعدية (مثل الثوم والبصل). هذا يعني أن هذه النباتات تُحصد في الموسم الأول من حياتها، ولا يُنتظر حتى الموسم الثاني إلا إذا كان الهدف من زراعتها هو الحصول على البذور وليس للأكل.

فعالية إعادة زراعة الأجزاء المأكولة

إذا أخذنا الجزء المأكول من النبات في الموسم الأول من حياته، مثل قمة الجزر، وأعدنا زراعته، فإن النبات سيكمل دورة حياته الطبيعية وينتقل إلى الموسم الثاني. خلال هذا الموسم الثاني، سينتج النبات أزهارًا وثم بذورًا، ولن ينتج جذرًا مباشرةً. هذا يعني أنه في الموسم الثاني، سينتج أزهارًا وبذورًا بدلاً من الجزء المأكول مثل الجذر في حالة الجزر. وبالتالي، لن نحصل مباشرة على جزر جديد، بل على بذور يمكن زراعتها للحصول على جزر جديد. وهذا ينطبق على جميع الخضروات ذات الحولين.

الخضروات الورقية مثل الخس والملفوف والكرفس:

هذه الخضروات يمكن إعادة زراعتها بنجاح من أجزاء النبات. على سبيل المثال، يمكنك إعادة زراعة الخس والملفوف من قاعدة الأوراق. يكفي وضع القاعدة في كوب ماء ووضعها في مكان مشمس. خلال أسبوع، ستبدأ الجذور والأوراق الجديدة بالنمو. عندما تنمو الجذور بشكل جيد، يمكنك نقل النبات إلى التربة. نفس العملية يمكن تطبيقها على الكرفس، حيث يتم وضع قاعدة الساق في ماء حتى تبدأ الجذور بالنمو، ثم تُنقل إلى التربة.

الخضروات الجذرية مثل الجزر والفجل واللفت:

إعادة زراعة الجزر والخضروات الجذرية الأخرى قد تكون أقل نجاحًا مقارنة بالخضروات الورقية. عند زراعة قمة الجزر، ستنمو أوراق جديدة، لكن النبات سينتج أزهارًا وبذورًا بدلاً من جذر جديد. السبب في ذلك هو أن هذه الخضروات ذات الحولين تحتاج موسمين لإكمال دورة حياتها: الأول لنمو الجذور والأوراق، والثاني لنمو الأزهار والبذور. الخضروات الساقية مثل البصل والثوم: البصل والثوم يمكن إعادة زراعتهما بسهولة نسبيًا. يمكنك زراعة البصل الأخضر من الجزء السفلي للساق في ماء حتى تبدأ الجذور بالنمو، ثم تنقله إلى التربة. نفس الشيء ينطبق على الثوم؛ يمكنك زراعة فص ثوم يبدأ في النمو ليصبح نباتًا كاملًا.

الخلاصة

إعادة زراعة الخضروات من قصاصاتها يمكن أن تكون فعالة، لكنها تعتمد بشكل كبير على المرحلة التي تم فيها قطع الجزء المستخدم لإعادة الزراعة. في حالة الخضروات ذات الحولين، إذا تم استخدام الجزء المأكول في مرحلة مبكرة من الموسم الأول، فإن النبات سيواصل نموه الخضري قبل الانتقال إلى مرحلة الإزهار في الموسم الثاني. ومع ذلك، من غير الواقعي توقع إنتاج نفس الجزء المأكول (مثل الجذر أو الأوراق) بشكل مباشر دون المرور بدورة حياة النبات الكاملة.

لذلك، يمكن إعادة زراعة بعض الخضروات بنجاح للحصول على أوراق جديدة أو للحصول على بذور، لكن لا يمكن توقع الحصول على نفس الجزء المأكول بشكل مباشر، مما يعكس دورة حياة النبات الطبيعية وطريقة نموه.


زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page