سوسة النخيل الحمراء | الخطر الصامت على النخيل

يتعرض النخيل، وخاصة نخيل البلح، للإصابة بالعديد من الآفات الحشرية، وأخطرها في الوقت الراهن حشرة سوسة النخيل الحمراء التي قد تؤدي إلى هلاك النخلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة إذا لم يتم اكتشافها ومعالجتها في الوقت المناسب.

• الاسم العلمي: Rhynchophorus ferrugineus Oliver
• العائلة: Curculionidae
• الرتبة: Coleoptera

---

أنواع النخيل المعرضة للإصابة

تُسمى هذه الحشرة بسوسة النخيل لأنها تصيب مختلف أنواع النخيل، مثل:

• نخيل البلح: يُعد الأكثر تفضيلًا للحشرة نظرًا لملاءمة أنسجة جذعه لها من حيث الليونة والمكونات الغذائية.
• نخيل الزيت ونخيل جوز الهند.
• نخيل الزينة، خاصة نخيل الكناريا المعروف محليًا باسم (الفوينكس الأفرنجي)، حيث تصيبه في منطقة القمة النامية مباشرة.

---

الأهمية الاقتصادية لسوسة النخيل

إصابة النخيل بهذه الآفة تُعتبر مدمرة وقاتلة، حيث تقضي على النخلة تمامًا خلال فترة تتراوح بين سنة إلى سنتين حسب عمر وحجم النخلة. ويتم هذا التدمير بطريقتين:

1. إصابة القمة النامية (الجمارة)، مما يؤدي إلى موت النخلة نهائيًا لعدم قدرتها على تعويض هذه القمة.
2. تآكل جذع النخلة من الداخل، مما يجعله مجوفًا وعاجزًا عن حمل وزن النخلة، فتسقط مع هبوب الرياح.

---

مظاهر الإصابة بسوسة النخيل

يمكن اكتشاف الإصابة من خلال العلامات التالية:

1. وجود سوائل صمغية كريمية أو بنية اللون ذات رائحة كريهة تسيل على جذع النخلة، بالإضافة إلى نشارة لينة بنفس الرائحة.
2. موت بعض الفسائل حول جذع النخلة الأم، والتي يمكن فصلها بسهولة، مع ظهور اهتراء وتآكل قاعدتها.
3. اصفرار وموت بعض السعف، وعند إزالته يُلاحظ وجود الإصابة أسفل قاعدة السعف مع وجود بعض أطوار الحشرة.
4. موت القمة النامية للنخلة وميل رأسها على أحد الجوانب.

تكثر الإصابة في النخيل بعمر 3-10 سنوات، حيث يكون جذع النخلة مفضلًا لوضع البيض.

---

متى يتم إزالة النخيل المصاب؟

يتم اتخاذ قرار إزالة النخيل المصاب في حالتين:

1. عند اكتشاف الإصابة لأول مرة في منطقة جديدة، حيث يكون من الأفضل التضحية بعدد محدود من النخيل لحماية المنطقة بأكملها من انتشار الحشرة.
2. عند وجود إصابات غير قابلة للعلاج، مثل إصابة القمة النامية أو تآكل جذع النخلة بشكل يسمح بسقوطها.

---

حالات الإصابة وتصنيفها

يمكن تصنيف حالات الإصابة بسوسة النخيل إلى:

1. الإصابة في الفسائل الصغيرة (1-3 سنوات).
2. الإصابة الحديثة (السطحية): عمرها لا يتجاوز 2-3 أشهر.
3. الإصابة المتقدمة (ذات الفجوة بجسم النخلة): عمرها يتراوح بين 4-12 شهرًا.

---

طرق التعامل مع الإصابات المختلفة

1. التعامل مع الفسائل المصابة (1-3 سنوات)

بسبب عدم امتلاك هذه الفسائل جذعًا خشبيًا، لا يمكن معالجتها بالحقن أو التبخير، بل تحتاج إلى أساليب بديلة.

2. التعامل مع الإصابات الحديثة

• تظهر الإصابة على شكل ثقب صغير في الجذع (1-3 سم) مع تسرب سوائل صمغية.
• يتم علاجها بالحقن المباشر للمبيدات باستخدام مواسير معدنية أو بلاستيكية (12 مم قطر و15-20 سم طولًا).
• تُثبّت المواسير حول مواضع الإصابة، ثم يُصب فيها محلول المبيد (1 مبيد : 10 ماء)، ويُغلق فم الماسورة بليف النخيل.

3. التعامل مع الإصابات المتقدمة

في حالة تكوّن فجوة داخل الجذع نتيجة إهمال العلاج، يتم التعامل معها كما يلي:

1. تنظيف الفجوة من الداخل وإزالة نواتج الإصابة وأطوار الحشرة.
2. سكب محلول المبيد على الحشرات المستخرجة ودفنها بالتربة.
3. الحقن بالمبيدات أعلى التجويف بحوالي 20 سم.
4. وضع من 1-3 أقراص فوستوكسين داخل التجويف.
5. إحكام غلق الفجوة بليف النخيل والطين أو الأسمنت لمنع تسرب الغاز الناتج عن الفوستوكسين.
6. عدم فتح التجويف قبل مرور أسبوعين لضمان القضاء على الآفة.

---

أفضل المبيدات الفعالة في مكافحة سوسة النخيل

يمكن استخدام المبيدات التالية للقضاء على سوسة النخيل الحمراء:

1. الإيميداكلوبريد (Imidacloprid): يُستخدم كحقن في الجذع أو كغمر للتربة.
2. الكلوربيريفوس (Chlorpyrifos): مبيد حشري واسع الطيف يُستخدم كرش خارجي على جذع النخيل.
3. الفبرونيل (Fipronil): فعال ضد اليرقات والحشرات البالغة، ويُستخدم كحقن في الجذوع.
4. ثايوميثوكسام (Thiamethoxam): يعمل بشكل نظامي بعد امتصاصه من قبل النبات.
5. الإسيتاميبريد (Acetamiprid): من مجموعة النيونيكوتينويد، ويستخدم لمكافحة السوسة الحمراء.

---

المكافحة الحيوية لسوسة النخيل

يمكن استخدام وسائل المكافحة الحيوية كعامل مساعد في مكافحة سوسة النخيل، ومنها:

1. الفطريات الممرضة للحشرات مثل Beauveria bassiana وMetarhizium anisopliae.
2. المصائد الفيرمونية لجذب الحشرات البالغة والحد من أعدادها.

---

تُعد سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات التي تهدد زراعة النخيل في العالم، مما يتطلب التعامل معها بأساليب متكاملة تشمل الاكتشاف المبكر، والإزالة الفورية للنخيل المصاب بشدة، وتطبيق المكافحة الكيميائية والبيولوجية بطرق فعالة. الالتزام بتدابير المكافحة يساهم في حماية أشجار النخيل من هذا الخطر القاتل وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.